أشرف زيتون: “صعوبة الحصول على الجنسية سبب هجرة العقول الأجنبية من سويسرا”

أشرف زيتون: “صعوبة الحصول على الجنسية سبب هجرة العقول الأجنبية من سويسرا”

خبير مصري متخصص بالأشعة التداخلية
أشرف زيتون: “صعوبة الحصول على الجنسية
سبب هجرة العقول الأجنبية من سويسرا”

 

كشف الخبير الأكاديمي المصري، الدكتور محمد أشرف زيتون، استشارى الأشعة التداخلية بجامعة الزقازيق، عن تعاونه مع جامعات سويسرية، فى مجال الأبحاث العلمية، لعمل أبحاث مشتركة، ستكون نتائجها “طفرة كبيرة، في علاج مرضى أورام الكبد بالأشعة التداخلية، وستفتح المجال لعلاج آمن وفعال”، مشيرًا إلى أن العالم يتجه اليوم إلى العلاج التداخلي، بعيدًا عن مخاطر الجراحة والتخدير.

وفي حوار خاص مع swissinfo.ch، أكد زيتون، الحاصل على درجة الدكتوراه في  مجال الأشعة التداخلية من جامعة زيورخ، أن الجامعات والمعاهد العلمية السويسرية، لا ينقصها شيء لتحصد المراكز الأولى؛ معتبرًا أن القيود المفروضة على الحصول على الجنسية السويسرية، مقارنة بالجنسية الأمريكية مثلاً، تمثل أحد أهم الأسباب التي تدفع العقول الأجنبية للهجرة من سويسرا. مزيد من التفاصيل في نص الحوار.

swissinfo:.ch: ما هي باختصار قصة سفرك للدراسة في سويسرا؟

د. أشرف زيتون: بعد حصولى على درجه الماجستير فى الأشعة التشخيصية، من جامعة الزقازيق، بجمهوريه مصر العربية، وتعيينى مدرسا مساعدا بالجامعة، قررت الحصول على درجه الدكتوراه من الخارج، في تخصص دقيق، وهو الأشعة التداخلية، فقمت بمراسلة أكثر من أربعمائة أستاذ للأشعة التداخلية، فى جامعات العالم المختلفة، وكان الإختيار فى النهايه بين ألمانيا و فرنسا وسويسرا.

swissinfo.ch: ولماذا اخترتَ سويسرا دون غيرها، للسفر إليها، والدراسة بها، والحصول على درجة الدكتوراة منها؟

د. أشرف زيتون: اخترت سويسرا، وبالتحديد جامعة زيورخ من بين عدد من الجامعات، لتقدمها فى التصنيف العالمي، حيث أن ترتيبها الـ 73 عالميًا، وأيضًا لإجادتي للغة الألمانية، عن طريق حصولي على دورات مكثفة في معهد جوته بالقاهرة، ولوجود علم من أعلام الأشعة التداخلية في العالم، رئيسًا للقسم بها، وهو الأستاذ الدكتور أنطون فالافانيس (Prof Anton Valavanis)، ومساعده الأستاذ الدكتور جيراسيموس بالتسافياس (Prof Gerasimos Baltsavias).

وقد حصلت على بعثة من وزارة التعليم العالي المصرية، للحصول على درجة الدكتوراة، عن طريق نظام الإشراف المشترك، وسافرت بالفعل فى 9 مارس 2014، لتحضير رساله الدكتوراة، وللإنتظام فى برنامج الزمالة بجامعة زيورخ للأشعة التداخلية، لمدة عامين (من 9 مارس 2014 حتى 8 مارس 2016).

swissinfo.ch: ما هو تقييمك لمستوى الدراسة والبحث العلمي في سويسرا؟

د. أشرف زيتون: مستوى الدراسة بجامعات سويسرا مرتفع للغاية، ويكفي أن المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ، واحد من أفضل عشرة جامعات فى العالم، حيث يحتل المرتبة الثامنة، وكذلك المعهد التقنى الفدرالي العالي بلوزان، الذي يأتي في المرتبة الرابعة عشر، وكذلك جامعتي زيورخ وجنيف، اللتان تواجدان فى قائمة أفضل مائة جامعة في العالم.

في الحقيقة، لم تحصل جامعات سويسرا على هذه المكانة من فراغ؛ وإنما لأنها توفر كل السبل للبحث العلمي. ففى قسم الأشعة التداخلية، الذى كنت أدرس فيه، كان يُوجد أحدث أجهزة الأشعة المقطعية، والرنين المغناطيسي، و القسطرة، كما يوجد جهاز رنين مغناطيسى (7 تسلا) مخصص للأبحاث العلمية، و هو جهاز غير موجود إلا في الجامعات البحثية الكبرى في العالم، ناهيك عن الإعتمادات المالية غير المحدودة لإتمام الأبحاث العلمية.

swissinfo.ch: وماذا استفدت من الدراسة في سويسرا علميًا وإداريًا؟

د. أشرف زيتون: استفدتُ الكثير من الدراسة في سويسرا، على المستوييّن العلمي والإدارى؛ فقد تدربت طوال سنتين، وحضرت أكثر من ألف حالة فى مجال الأشعة التداخلية، وقد ساهم حضوري المحاضرات مع كبار أساتذة العالم في مجال الأشعة التداخلية، وحضوري أكثر من 20 مؤتمرًا وورشة عملٍ، بمختلف دول أوروبا، في زيادة خبرتي، فى مجال الأشعة التداخلية، لخدمة المرضى في بلدي الحبيب مصر.

كما أتاحت لي الدراسة في سويسرا، التواجد عن قرب، مع كبار الأساتذة في العالم، أمثال الأستاذ الدكتور أنطون فالافانيس (Prof Anton Valavanis)، والأستاذ الدكتور سبيروس كولياس (Prof Spyros Kollias)، وهو ما أكسبنى الكثير من الخبرات، فى مجال البحث العلمي، وإلقاء المحاضرات، وبالفعل ألقيت العديد من الأبحاث بالمؤتمر الأوروبى للأشعة فى فيينا في مناسبتين (مارس 2016 ومارس 2017)، والمؤتمر العالمى للأشعة التداخلية للمخ في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة (مايو 2017). فضلاً عن مشاركتي للمرة الأولى في تاريخ الجامعة، ببحث فى مؤتمر الجمعية الأمريكية للأشعة بشيكاغو (نوفمبر 2017).

خلاصة ما يمكنني قوله هو أن سويسرا من أنجح البلاد التى رأيتها من الناحية الإدارية، ويكفي أن كل شيء بها منظم، ويخضع لقانون دقيق، والكل أمامه سواء، وهذا النظام انعكس على كل شيء في حياتي.

swissinfo.ch: وهل استطعت أن تستفيد مما درسته في سويسرا، وتطبق جانبًا من تجاربك العلمية أو في مجال إدارة الأعمال، في مصر، بعدما عدت لأرض الوطن؟

د. أشرف زيتون: بالطبع؛ طبقت كل ما تعملته فى الخارج، على أرض الواقع، بوحدة الأشعة التداخلية بجامعة الزقازيق، عن طريق تطبيق نظام جديد لاسقبال المرضى، وعمل عيادة خارجية خاصة بالأشعة التداخلية، وإدخال خدمات جديدة لفائدة المرضى، وعلاج مئات الحالات بانتظام، بعد أن كانت تذهب إلى خارج المحافظة، للبحث عن العلاج.

كما تم إجراء عمليات للمرة الأولى بجامعة الزقازيق، مثل التشوه الشرياني الوريدي بالنخاع الشوكي، بواسطة الأشعة التداخلية، وتضخم البروستاتا الحميد، ودوالي الخصية، وعلاج السمنة المفرطة بالأشعة التداخلية، وغيرها من العمليات الدقيقة، التي كانت لا تجرى بالجامعة.

swissinfo.ch: بعد إنهاء دراستك في سويسرا، هل عُـرض عليك العمل هناك بإحدى جامعاتها، أو في أوروبا؟

من أجل الحصول على درجه الدكتوراه في تخصص الأشعة التداخلية، قام الدكتور أشرف زيتون بإنجاز جزء من أبحاثه العلمية في مختبرات المستشفى الجامعي بمدينة زيورخ.(swissinfo.ch)

swissinfo.ch: وبعدما عدت لمصر.. ألم تشعر بالندم على ترك فرص كبيرة مثل العمل بجامعات في ألمانيا وفرنسا؟

د. أشرف زيتون: لم أشعر بالندم إطلاقًا، لأنني أؤدي دوري هنا في مصر، فى علاج المرضى، حيث تنتابني السعادة الغامرة عندما يوفقنى الله لأكون سببًا فى علاج مريض، بالإضافة إلى أنني أسافر كثيرًا للخارج، لحضور مؤتمرات طبية، وورش عمل، وأعود بعدها لتطبيق ما تعلمته فيها عمليًا في مصر.

swissinfo.ch: وهل لا يزال التعاون مستمرًا بينك وبين جامعات في سويسرا؟

د. أشرف زيتون: لا يزال التعاون مستمرًا بيني وبين جامعات سويسرا، فى مجال الأبحاث العلمية، وسنقوم فى الشهور المقبلة بعمل أبحاث مشتركه، ستكون نتائجها بإاذن الله طفرة كبيرة في علاج مرضى أورام الكبد بالأشعة التداخلية، وستفتح المجال لعلاج آمن وفعال.

swissinfo.ch: رغم تقدمها.. ما الذي ينقص جامعات ومعاهد سويسرا حسب رأيك لتحصد المراكز الأولى على مستوى العالم؟

د. أشرف زيتون: الجامعات والمعاهد العلمية السويسرية، لا ينقصها شيء لتحصد المراكز الأولى، لكن من الصعب منافسة الولايات المتحدة مثلاً وعدد سكانها 323 مليون نسمة، بسويسرا ذات الثمانية ملايين نسمة فقط، بالإضافة إلى القيود المفروضة للحصول على الجنسية السويسرية، بالمقارنة بالجنسية الأمريكية، مما يؤدي لهجره العقول الأجنبية من سويسرا.

swissinfo.ch: في النهاية، هلا أعطيتنا فكرة مبسطة عن العلاج بالأشعة التداخلية ومدى أهميته خاصة وأنه علم جديد بالنسبة لمصر؟

د. أشرف زيتون: تمثل الأشعة التداخلية أحد التقنيات الحديثه لعلاج الأمراض، بدون جراحة، وبدون تخدير، حيث يتم العلاج عن طريق القسطره، من خلال فتحة صغيرة فى شريان الفخذ، والوصول إلى كل شرايين الجسم، لعلاج أورام الكبد، والأورام الليفية بالرحم، وتضخم البروستاتا الحميد، ودوالى الخصية عن طريق الوريد، والسمنة المفرطة، والنشاط الزائد للطحال، والتمدد الشريانى بالمخ، وجلطات المخ الحادة لمنع حدوث الشلل النصفي. واليوم، يتجه العالم اليوم بخطوات متسارعة إلى العلاج التداخلي، بعيدًا عن مخاطر الجراحة والتخدير

مصدر الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

div#stuning-header .dfd-stuning-header-bg-container {background-size: initial;background-position: top center;background-attachment: initial;background-repeat: initial;}#stuning-header div.page-title-inner {min-height: 650px;}